الأخبار جميع الاخبار

السميت التركي.. من وجبة شعبية إلى عالمية

2019/10/12

"هنا السميت الطازج.. هنا السميت الطازج". بهذه العبارات يحاول التركي أورهان شاكير جذب زبائنه في ميدان شيرين أفلار (وسط مدينة إسطنبول) طوال اليوم، من أجل بيع أقراص الخبز بالسمسم.

في الواقع يعد السميت الوجبة الشعبية الأولى لدى جميع الأتراك، حيث لا يخلو شارع في إسطنبول وبقية المدن من عربات بائعي السميت الحمراء، ويعود ظهوره إلى العهد العثماني، منذ القرن 14 الميلادي.

ولكن يبقى السؤال: كيف استطاع الأتراك الحفاظ على هذه الأكلة الشعبية عبر السنين؟ ولعل إجابة هذا السؤال تكمن في حديث مصطفى كمال -أحد ملاك مخابز السميت الشهيرة في منطقة الفاتح بإسطنبول- حيث قال إن الأتراك حافظوا على بقية الأطعمة والعادات الغذائية من أيام العثمانيين، كما حافظوا على تقاليدهم الاجتماعية؛ فالأجداد عملوا على نقل طريقة صناعة السميت وتطويره جيلا بعد آخر.

ويتناول السميت غالبا بشكل مباشر مع كوب من الشاي التركي الأسود، أو مع قطعة من الجبن وحليب العيران، كوجبة إفطار.

ويصادف زائر إسطنبول طلاب الجامعات والمدارس والموظفين صباح كل يوم وهم يقفون عند عربات بائعي السميت في الميادين العامة، أو لدى من يحملونه على رؤوسهم وينتشرون في خطوط السير، حيث يأخذ الجميع نصيبهم من السميت ويتناولونه وجبة سريعة وخفيفة.

وتحمل تلك المحال اسم الخبز ذاته "سميت"، كما لم يقتصر الأمر على المستوى المحلي، بل تنتشر حول العالم، ومن بين الدول التي تتوفر فيها تلك المعامل حاليا: فرنسا وهولندا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، كما افتتحت فروع عديدة في السعودية والإمارات ولبنان ومصر.

وتقدر إحصاءات استهلاك الأتراك لخبز السميت يوميا بـ2.5 مليون قطعة، خاصة أنه يعد الوجبة المفضلة لجميع طبقات المجتمع، بما فيهم ذوو الدخول المرتفعة، كما أن سعر القرص الواحد من السميت يعد بسيطا، وتباع القطعة الواحدة منه بنحو نصف دولار أميركي في أغلب المدن.

905398865678